كيفية اكتشاف ذاتك
"لتجد نفسك عليك أولا أن تعرف نفسك". العثور على شخصيتك الحقيقية تجربة كاشفة تتيح لك أن تصبح مكتفيا ذاتيا وأن تقوم بما يفيدك في حياتك. إن شعور عدم اكتشاف ذاتك يصعب وصفه، إلا أنه عندما لا تعرف هويتك الحقيقية فمن الصعب أن تتجاهل هذا. إيجاد نفسك ليس مهمة سهلة إلا أنها بالتأكيد تستحق المحاولة. جاهز؟ فلنبدأ إذن...
الخطوات
إيقاظ ضميرك
- ليس الهدف من هذا هو الندب أوالتباكي، بل معرفة وتوضيح المشاكل. هذه المشاكل قد تكون ما يمنعك من إطلاق العنان لقدراتك ومعرفة نفسك على حقيقتها.
- اقض بعض الوقت في تأمل واستيضاح الماضي في شريط حياتك. إن الشريط الزمني لحياتك أداة ممتازة تتيح لك أن تحدد أحداث الماضي التي تعتبرها مهمة بموضوعية، فهو يتيح لك أن تنظر إليها كوحدات بنائية لشخصيتك وتجارب مهمة غيرت حياتك بدون أن تحملها بالكثير من العواطف (كما قد يحدث أثناء كتابة اليوميات). كأنك تكتب سيرة ذاتية لوظيفة، اكتب بلا تعقيد أومبالغات وركِّز على الأحداث الرئيسية والدروس المستفادة من كل حدث في الماضي.
- عند تحليل تجارب الماضي السلبية، قم بالتركيز على ما تعلمته منها. في شريط حياة كل إنسان توجد عثرات، إلا أن التهويل أو التقليل منها لن يفيدك. بدلا من هذا استوعب أن هذه التجارب ساهمت في تشكيل شخصيتك وما أنت عليه الآن.
- إن المجتمع يقوم بطريقة خفية بتصنيف الجميع، يدين "الفشلة" ويمجد "الجمال" وينبذ "الغرباء". ولكن انتبه، هذه الأوصاف والتصنيفات ليس لها أساس في الواقع. كيف تشعر تجاه العالم من حولك؟ فكر فيما تظنه أنت جيداً أوسيئاً. وليس ما قيل لك من أي شخص آخر.
- حاول التفكير بعمق. هل تتفق فعلا مع توجهات والديك السياسية ومعتقداتهم الدينية؟ هل حقا مسيرتك المهنية هي أكثر ما يهمك؟ هل ارتداؤك لهذه النظارت السوداء السميكة يجعلك بالفعل تشعر أنك أكثر أناقة؟ إن كانت الاجابة لا، فهذا ممتاز! لا توجد مشكلة على الإطلاق في عدم تقبلك للقناعات المسبقة السائدة. الآن كل ما عليك فعله هوأن تنسى ما تم تلقينك إياه وأن تتعلم من جديد معتمدا هذه المرة على حدسك أنت.
مدرب تطوير مهني
اقبل شخصيتك كما هي. يقول أدريان كلافاك، مؤسس منظمة النمو الذاتي A Path That Fits: "عندنا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثقافتنا لا تدعم الناس دعمًا حقيقيًا في التعرف على أنفسهم واكتشاف مواهبهم وشغفهم وشخصيتهم الفريدة. نحن في الأساس جميعًا مشغولون جدًا ولا تترك ضغوط العمل والمسؤوليات لنا وقتًا لمتابعة مشاعرنا أو التعرف على هوياتنا. يجب أن تأخذ الوقت الكافي لمعرفة ذاتك؛ أن تعرف طريقك ولا تدع المخاوف أو الشكوك أو عدم الأمان توقفك وتعيق تقدمك في الحياة".
- إن كنت ضحية اضطهاد في الماضي، واجه هذه المشكلة، فهي لن تمحى من تلقاء نفسها وقد تظل للأبد تؤثر على سلوكك اليومي في الحياة، مسببة إياك أن تخضع لتوقعات الآخرين وتطلعاتهم بدلا من تطلعاتك الخاصة.
- ابدأ بالثقة بقراراتك وطريقة حكمك على الأمور، حتى بأخطائك. كلنا نقوم بارتكاب الأخطاء، إلا أنه من خلال هذه الأخطاء ننمي أنفسنا ونتعلم ونصل إلى معرفة أنفسنا حقا.
- ابدأ بتحمل مسؤولية ميزانية المنزل ومتطلباته والتخطيط للمستقبل. الأشخاص الذين لا يؤمنون بأنفسهم عادة ما يفضلون تجاهل "التفاصيل" الحياتية، معتقدين أن الأمور سترتب من تلقاء نفسها، إلا أن الأمور لا تحدث بهذه البساطة. تحمل المسؤولية يخرجك من حالة انعدام الوزن ويعلمك الاعتماد على النفس والثقة بها بدلا من التخبط بين أمواج القدر.
- توقف عن التدخين والإكثار من الطعام والإفراط في المشروبات الروحية. هذه أمثلة على التصرفات المثبطة للهمة التي ستمنعك من الاستفادة بكامل طاقتك، كما أنها توفر مهربا لك من التفكير في حياتك بدلا من محاولة التفكير في إضفاء المزيد من السعادة عليها بدون الاعتماد على أي من هذه العادات الضارة.
- هذه الخطوة قد تتطلب الكثير من التأهيل من بعض الأشخاص إلا أن التكاسل عن أدائها لصعوبتها لن يجعلها تختفي. وتذكر دائما أنك لن تدفع حياتك للأمام إذا ظللت تنظر خلفك!
- لدى كل منا أعذار لتبرير عدم تنمية أنفسنا كما نريد. قد يكون العذر هوالمال أو الانشغال بعمل أو دراسة أو زواج أو أيا يكن. إن كنت مشغولا قم دائما باتخاذ ما يمكنك من خطوات لتوفير بعض الوقت وتخصيصه لمواجهة هذا الأمر. إن لم يكن على قمة أولوياتك فلن تنجزه أبدا .
تغلب على ظروفك
- كل شخص يحتاج لبعض الوقت مع نفسه مهما كانت مرحلته العمرية، وسواءا كان الشخص اجتماعيا أو انطوائيا، مرتبطا أوأعزب، فالعزلة هي وقت لتجديد النشاط ومشاورة النفس. هي وقت للشعور بالسلام وإدراك أن "الوحدة" ليست بالشيء السيئ بل هي جزء مما قد يحرر نفسك، جزء من تكوينك.
- إن كنت شخصا مبدعا، قد تجد أن بعض الوقت وحدك يفيد في تنمية موهبتك، التشاور مع الآخرين قد يكون مفيدا أحيانا إلا أنه يصعب على المرء إطلاق العنان لإبداعه وهو محاط بالآخرين.
- المهم هنا هوأن تدرك أنه لا يهم ما هوالهدف. قد يكون منع مجاعات الأطفال وقد يكون الرسم. حين يتعلق الأمر بالشغف بهدف معين فلا يوجد مقياس.إما أن تشعر به أولا، ليس أي منهم أفضل من الآخر. عندما تجد شيئا يدفعك للقفز من سريرك صباحا تمسك به. هذا ما سيساعدك على تنمية ذاتك.
- أطلعه على ما تقوم به من خطوات. وضح أنك تعرف أنها رحلتك الخاصة إلا أنك تود أن تسترشد بخبرته. انظر إليه نظرة موضوعية قدر الإمكان. ماذا تظنه يجعله ما هو عليه، وكيف وجده، وكيف يبقى صادقاً ومتصالحاً مع نفسه؟
- في أي خطة لتنمية الذات من الضروري وجود نظام دعم ومساندة. لن يفهم العديد من الناس ما تمر به وسيعتبرون أنك تعاني من بعض التغيرات المزاجية وسيقومون بصدك. استعن بالناصح ليوجهك فيما تمر به من مواقف من هذا النوع، سيساعدك بالتأكيد.
- قم بتخصيص بعض الوقت للتفكير الحر. فكر فيما تحب وما لا تحب، فكر أبعد من هذا في أي فكرة تطرأ على بالك وقم بكتابة ما تفكر فيه، ثم عد مرة أخرى إلى التفكير في مسيرتك المهنية وانظر إلى ما كتبته خلال تداعي الأفكار الحر. ما هو نوع الوظيفة الذي قد يرتبط أكثر بالأفكار التي أثارت اهتمامك وحمستك خلال تفكيرك الحر؟ يقوم التفكير الحر بالأساس على محاولة البحث عما يثير السعادة وسط ركام الواجبات والتوقعات التي يفرضها عليك العقل الواعي.
- على أي حال لا يجب أن تنسى أنك قد لا تستطيع أن تجد عملا قريبا مما أثار حماسك. إن حدث هذا فعليك أن تقوم بإحداث توازن بين حياتك وعملك مما يتيح لك البحث عن ذاتك خارج العمل، حتى إن كان هذا يعني أن تعمل وقتا أطول. ليس هذا صعبا إن تذكرت أنه في سبيل البحث عن إحساس دائم ومستقر بالنفس.
غير رؤيتك للعالم
- عليك إدراك أن بعض الناس يشعرون بالغيرة أو الخوف أو التعجب تجاه الشخص الذي يقوم بتغيير عاداته وتطوير شخصيته ليصبح أكثر نضجا وحبا للذات (بعض الناس كذلك قد يحبون هذا). هذا التغير الذي تقوم به هو تهديد لعلاقاتك الاجتماعية القائمة، كما أنه يجبر من حولك على إلقاء نظرة قاسية على حياتهم الخاصة وهو ما قد لا يرغبون بالقيام به. أعط بعض المساحة لهؤلاء الناس وأظهر تعاطفك تجاههم، وستعود العلاقات معهم بمضي الوقت. إن لم يحدث هذا، فتجاوز هؤلاء الأشخاص. أنت لست بحاجة إليهم لتجد نفسك.
- حاول أن تقوم كل يوم ببمارسة شيء لا تمارسه عادة لاعتقادك بأنه "غريب" أو " غير منطقي" أو حتى "غير مريح". الخروج من قوقعتك سيؤدي إلى أكثر من تعلم خبرة جديدة، سيجبرك كذلك على أن تعرف نفسك أكثر. ما تقدر عليه وما تحبه وما لا تحبه وما كنت تفتقده في حياتك من قبل.
- "إن كنت أمتلك الكثير من المال لدرجة لا تجعلني في حاجة لكسب رزقي، ما الذي سأريد فعله في حياتي؟ ولماذا؟" ربما ستمارس الرسم أوالكتابة أوالزراعة، أو حتى اكتشاف أحراش الأمازون المطيرة. لا تحجم خيالك.
- "ما الذي يمكنني أن أنظر إليه في ماضي وأقول أني لم أندم عليه أبدا؟" هل ستندم على عدم تجربة السفر خارج البلاد؟ هل ستندم أنك لم تصارح الشخص الذي أحببته بمشاعرك؟ أم ستندم على عدم إمضاء ما يكفي من الوقت مع عائلتك عندما كان هذا ممكناً؟ هل ستندم على الاحتفاظ برؤيتك المتفردة للمجتمع لنفسك وعدم طرحها على من حولك؟ هل تماهيت مع رغبات الآخرين والأعراف والتقاليد أكثر مما ينبغي؟ هذا السؤال قد يكون شديد الصعوبة.
- "كيف أصف الشخص الذي أود أن أكونه في ثلاث كلمات فقط؟". جريء؟ متفتح الذهن؟ صادق؟ مرح؟ متفائل؟ غير جدير بالثقة؟ لا تخشَ استخدام ما قد يعد مصطلحا سلبيا لأن هذا يثبت أنك إنسان فعلا ولست مجرد مجموعة من الصفات المنتقاة لتعجب الآخرين.
- أحيانا، بعض الصفات التي لا تعجبك قد تنفع حين الضرورة، كأن تكون متسلطا. هذا قد يفيد في إتمام الوظيفة التي تود القيام بها.
- إن كنت بالفعل تمتلك صفة سلبية، فقد يدفعك الاعتراف بها لمحاولة تحويلها إلى شيء إيجابي. حاول استغلال هذه العادة السيئة في تنمية هواياتك. إن كنت - مثلا - لا تهتم كثيرا بنظافة ملابسك فجرب أن تخيم في الخلاء لبضعة أيام. ربما تجد في التخييم هوايتك الجديدة. حتى الرقص يمكنك استغلاله بشكل إيجابي. هل تتكاسل أحيانا عن بعض المهام؟ ربما يمكنك أن تحاول استبدالها بمهام أخرى لا تثير الملل لديك بنفس القدر.
- "من أنا؟". ليس هذا سؤالا تطرحه على نفسك مرة واحدة. يجب أن تطرح هذا السؤال على نفسك خلال رحلة حياتك. إن إعادة اكتشاف ذاتك باستمرار من خلال حياتك هوشيء صحي للغاية، فهو يتيح لك تنمية فهمك لذاتك وما طرأ عليك من متغيرات. بدلا من أن تتساءل عمن يفترض بك أن تكون، ركز على ما أنت عليه بالفعل لأنه جيد على علاته.
الاستقرار في شخصيتك الجديدة
- قد تتعلل بأعذار كضيق الوقت أوالفقر أومسؤوليات العائلة... إلخ. بدلا من اصطناع الأعذار قم بالتخطيط لتجاوز العقبات. يمكنك أن تخصص وقت فراغ لنفسك وأن تكسب المال وتتحرر لبعض الوقت من مسؤولياتك إن امتلكت الشجاعة الكافية لتحاول وتخطط للقيام بهذا.
- أحيانا قد تتوارى نفسك عن مواجهة المصاعب الحياتية لأن هذا يعني أن تواجه ما كنت تعتقده حدود قدراتك. خطط جيدا لما ترى أن تصل إليه، وكيف تصل إليه بدلا من انتحال الأعذار التي ستوقفك عن الوصول إلى حلمك.
- لن يكون هذا سهلا - ولم يكن أبدا سهلا على أي شخص - ولكن إذا تعلمت أن تنظر إليه كإثبات لمدى رغبتك في الوصول إلى نفسك فستشعر بالرضا والثقة خلال بحثك. عندما تكتشف ذاتك سيعاملك معظم الناس بلطف واحترام. والأهم أن ثقتك بنفسك ستفيدك كما ستنعكس على الآخرين، معززة من إحساسك وإحساسهم بالرضا عن النفس.
- عندما ترى مدى صعوبة معيشة الأشخاص ذوي الحظوظ الأقل منك في الحياة، فقد يكون هذا تنبيها لك بالحجم الحقيقي لمخاوفك ومشاكلك. يساعدك هذا على أن ترى ما تتمتع به وأن تمتن للفرص التي حظيت بها في حياتك. قد يؤدي هذا لتوليد إدراك عميق بذاتك، لأنك تقوم بتفرقة ما يهم في الحياة حقا عن غيره. جرب هذا وسوف تحبه.
أفكار مفيدة
- الخطأ والصواب هي وجهات نظر، فلا داعي للقلق.
- استمع إلى حدسك الداخلي وثق به!
- بالرغم من كونها عبارة مستهلكة. فإن "كن نفسك" هي نصيحة حقيقية. عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الذات، احرص على ألا يؤثر أي شخص آخر على هويتك. استمع لنصائح الآخرين وتعلم من تجاربهم، ولكن دع القرار الأخير دائما لك. إن قمت دوما بالانصياع لآراء الآخرين فسيصعب هذا من مهمة العثور على نفسك لأن الآخرين هم من يحددون لك ما تظنه عن نفسك.
- اخرج من قوقعتك. سجل كيفية تعاملك مع الواقع خارج نطاق عالمك المريح المعتاد وستكتشف أشياء عن نفسك لم تعرفها قبلاً.
- كن متسامحا تجاه الآخرين على أمل أن يكونوا متسامحين تجاهك كذلك.
- خلال الرحلة ستشعر أحيانا بالحاجة إلى البكاء، وقد يفيدك أن تطلق لمشاعرك العنان.
- لا يوجد وقت محدد للوصول إلى هدفك، فتحلَّ بالصبر.
- لا داعي للعجلة في اتخاذ قراراتك، ستكون قراراتك أصوب أن تنبعث من عقل هادئ ومتريث.
- كن أفضل شخص تستطيع أن تكونه، هذا الشخص هونفسك الحقيقية.
تحذيرات
- لا تخدع نفسك محاولا تقمص شخصية لا تمت لك بصلة، وكذلك من المهم ألا تدع أفراد عائلتك أو من حولك من المجتمع يقررون دفعك في أحد الاتجاهات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمظهرك.
- لا تدع الآخرين يقررون مصيرك، فمسارهم في الحياة قد لا يكون مناسبا لك.
- لا تنشر الإشاعات المغرضة أوتتحدث بالسوء عن الناس، فليس تحطيم الآخرين طريقا لنيل معرفة الذات. بل سيثبط من كرامتك كإنسان ويجعلك مكروهاً من الناس.
- لا تستلم لمحاولة تغيير نفسك أوالتظاهر بما ليس حقيقتك من أجل التوافق مع غيرك.
- لا تفرط في تحليل كل المواقف! لا يوجد صواب أوخطأ، وطالما أنك تحاول فأنت على الطريق الصحيح.